حياة مليئة بالجهاد ختمت بالشهادة
القسام - خاص :
هم ضياء الروح ومهجة القلب ، حبهم ما زال يهيج منابع الدمع ، رحلوا عنا إلى علوِ السماء ، وتركوا بعدهم نار الاشتياق تحرق قلوب المحبين ، هم وإن فارقونا بأجسادهم ، لكننا بقربهم منا بأرواحهم على يقين ..
لا يمكن للواحد منا أن يزيل من ذاكرته أصحاب الهمم العالية والفعال الباقية ، ليس بملكنا أن نحجب عنهم قلوبنا فهم يملكون شيفرة الدخول إلى صميمه بلا استئذان ، فذاك محلهم ..
إشراقة شمس مجاهد
ولد حمزة في مدينة رفح بتاريخ 23/8/1988م ، وأشرقت شمسه يومه الأول لتعلن ميلاد بطل صنديد نشأته نشأة الأبطال وهمته تناطح شمم الجبال ، فكان في طفولته هادئا ً ذكيا ً تربى على الاستقامة والداية والصلاح ، فكان طفلا ً يحب السمع والطاعة وخدمة الآخرين .
وكان حمزة شديد البر بوالدية منذ صغره ، فكان لا يحب أ، يرى الدمع في أعينهم ، حتى أنه في احدى المرات غضب منه والده فما لبث أن رجع إليه واستسمحه وقبل رأسه كي يرضى عنه .
واتصف حمزة في معاملا=ته لإخوانه وأهل بيته بلين الجانب والعطف والإحسان ، فكان وصولا ً لأرحامه دائم السؤال عنهم يلبي مطالبهم مهما كانت فيها من مشقة .
نشأ عصاميا ً
درس حمزة في مدارس وكالة الغوث "السكة" وكان سلوكه منضبطا ً ، فكان هادئا ً يحب زملائه وتربطهم علاقة ود ومحبة، فكان محبوباً عند كل من يعامله ، ورغم توقفه عن الدراسة قبل دخول المرحلة الثانوية إلا أنه كان يغلب عليه سمات الطاعة والمحبة والأخلاق .
منذ صغره عمل حمزة في البناء وكان نشيطا ً سريع الفهم والبديهة ، وبعد أن التحق في صفوف الكتائب عمل في جهاز الأمن الوطني ثم انتقل إلى جهاز الدفاع المدني إلى أن استشهد .
معلق قلبه في المساجد
نشأ حمزة منذ صغره في أسرة ملتزمة حيث أن والده كان وما زال خطيبا ً في المساجد فتأثر حمزة بذلك وحسن التزامه في مسجده (هارون الرشيد ) فكان يداوم على الصلاة في جماعة وخاصة صلاة الفجر .
وكان حمزة يشارك في الأنشطة المسجدية ويحب حضور اللقاءات الدعوية والروحانية والتي تجمعه بإخوانه في المسجد ، وكان يجلس مع الأشبال بعد صلاة الفجر في حلقات تعلم القرآن والإيمان ، فحرص أن يكون له بصمة في قلوب الشباب والأشبال .
وانتمى حمزة إلى صفوف حركة المقاومة الإسلامية – حماس عبر التزامه الدعوي ومتأثرا ُ بإخوانه وأهل بيته ، فأصبح يشارك في فعاليات وأنشطة الحركة وبايع على العمل والتضحية في مجال الدعوة فكان يحمل في روحه معاني الصدق والطاعة .
قناصٌ محترف
انضم حمزة إلى صفوف كتائب العز الأبية عام 2007م وذلك عبر التزامه الدعوي وما اتصف به من شاط وحب للعمل في سبيل الله ، حيث كانت رغبته شديدة وأمنيته أن يلتحق في صفوف المجاهدين ، وفي بداية دخوله الكتائب كان يشارك في الرباط المتقدم ورصد تحركات الاحتلال وما لبث أن التحق في تخصص "القنص " ليبدأ مرحلة من التميز و الإبداع .
فلقد تم تكليفه بقيادة زمرة ثم مجموعة وبعد ذلك انتقل إلى العمل في تخصص القنص على مستوى كتيبته واستمر بالارتقاء والتقدم في تخصصه إلى أن اجتاز المستوى الثالث في القنص وهو المستوى الأعلى فأصبح ضمن ما يطلق عليهم " نخبة القنص " ، فكان متميزا ً برمايته على مسافات بعيدة ، فأصبح مدربا ً في سلاح القنص .
واتصف أبو صهيب بالسرية والكتمان والإخلاص وكره الظهور ، كما اتصف بالشجاعة والجهوزية التامة في كافة الأوقات .
قصص واعمال بطولية
شارك الشهيد المجاهد في العديد من الأعمال الجهادية كحفر الأنفاق وتشييدها وذلك لأنه كان يعمل كرجل بناء ، وشارك في الرصد في المناطق الحدودية ضمن طواقم القنص ، وتصدى لمعظم الاجتياحات شرق رفح ، كما شارك في الرماية على وحدات خاصة شرق رفح .
ومن القصص التي حدثت في هذا المجال ، أنه كان وقبيل حرب العصف المأكول في كمين متقدم شرق رفح برفقة مجموعة من وحدة الدروع ،وإذ بهم يتواجهون مع وحدة خاصة من العدو مبينهم فقد ساتر ترابي ، فقامت الوحدة الخاصة بإلقاء قنبلة يدوية عليهم وإطلاق وابل من الرصاص عليهم لكنهم وبحمد الله لم يصب منهم أحد .
وفي حرب العصف المأكول كان في نقطة متقدمة مع بعض المجاهدين وانقطع عنهم التواصل والإمداد 14 يوم فأكلوا الخبز القديم "المخضر ّ" ليقاوموا الجوع .
موعده مع الشهادة
في أواخر حياته اشتد التزام حمزة الدعوي وتمسك كثيرا ً بصلاة الفجر وكان ظاهرا ً عليه ازدياد نشاطه في العمل الجهادي في الكتائب ، وأصبح تعامله مع أهل بيته أكثر ألفة ورفقا ً ، وكان كل يوم يصلي الفجر ويمكث في المسجد إلى الشروق ويدعو الله الشهادة .
وفي حرب العصف المأكول (2014) م كان شهيدنا البطل في كمين متقدم شرق رفح وكان قناصا ً ، وبعد دخول جيش الاحتلال البري في يوم الجمعة الأسود ، تحرك بعدها بيوم للتمركز في نقطة أقرب من جيش العدو فقامت طائرات ال "إف16 " باستهدافه فاستشهد على فوره بتاريخ 2/8/2014م .
وبعد استشهاده كان رافعا ً اصبع السبابة ، ولقد ذكر أحد أصدقاءه المقربين أنه كان يأتيه في المنام يلبس ثيابا ً ناصعة البياض مبتسما ً .