بقلم : د. عادل رضا
نحن بحاجة إلى تعريف مسمى «السيارة» وهذا أمر مهم جدا لما نريد الإشارة إليه، وهو الفرق بينها وبين «الشاحنة» حيث إن «السيارات» مخصصة لتنقل الأفراد والعائلات وقضاء اللوازم اليومية، ولكن «الشاحنات» هي مركبات ذات طبيعة «خاصة» و«أهداف معينة» وتتطلب بيئة مختلفة، فهي ليست للتنقل الشخصي والعائلي، وهي مرتبطة بـ«الاقتصاد» و«العمل الإنتاجي» وخاصة في المزارع والمصانع وسكان القرى والأرياف، وهي تحتاج إلى تدريب «خاص» ويفترض أن تحتاج إلى رخصة «حرفية» لمن يحتاجها حصرا.
علينا الاعتراف بأن هذه الشاحنات الضخمة «منتشرة» في مجتمعنا «الكويتي» وخاصة بين الشباب المراهقين، ولهذا الأمر أسبابه الشخصية والاجتماعية والاقتصادية، ولعل أهمها توافر المواقف لكبر حجم المنازل عندنا، والسبب الأهم هو «رخص» سعر الوقود مقارنة بالدول الأخرى وخاصة مع الولايات المتحدة الأميركية وهي أحد أكبر وأهم البلدان التي تستخدم هذه الشاحنات في مزارعها ومصانعها وخاصة ان هذا البلد ذو مساحات شاسعة ويحتوي على الكثير من القرى والمزارع بشكل واسع ومكثف ويقل استخدامها في المدن الكبيرة مثل نيويورك.
لا أعتقد أن أي أحد سيعترض على «خطورة هذه الشاحنات» وخاصة انه في مجتمعنا الكويتي ينتشر استخدامها لتنقل الأفراد وهذا ليس الغرض من تلك الشاحنات في الأساس بل هو وظيفة السيارة العادية ولعل «الموت هو سيد الموقف» مع هذه الشاحنات وتسببها في موت الكثير من الأبرياء، ونحن بالتأكيد بحاجة ماسة إلى إحصائيات رسمية لحوادث الطرق والمارة تكشف لنا «كمية الألم» المرتبطة بـ «شاحنات الموت» مقارنة ببقية «السيارات»، فالوفيات ليست أرقاما جامدة في تلك المسألة بل أسرا وأطفالا وأمهات وآباء ذهبوا إلى الرفيق الأعلى وأصبحوا «موتى» وانتشر الحزن والمصيبة والفاجعة بين عائلاتهم.
هذه الشاحنات هناك من هو بحاجة لها للمزارع والمصانع ولوظائف ذات طبيعة مهنية محددة إذا صح التعبير، وهؤلاء يجب حصرهم في «رخص خاصة» وتعهدات خطية، وتدريب حرفي إلزامي، ورقابة متواصلة من الدولة بما يخص أوقات تحركها في الشوارع العامة.
أما المراهقون والمستهترون، فيجب منعهم من قيادة الشاحنات، لأن التنقل الشخصي بها ليس وظيفتها ولا هو الغرض منها، وهذا الأمر في التنقل مخصص له السيارات العادية إذا صح التعبير، و«مراهقة الشباب» و«هستيريا المستهترين» ليس مجالها قيادة الشاحنات، التي هدفها اقتصادي صناعي زراعي تنموي، وليس «الموت» وصناعته.
أضف تعليق(التعليقات تمثل آراء أصحابها ولاتمثل رأي "الانباء")
x