كانت واشنطن تتفرّد بالزعامة، إلا أن انخراطها في حروب صغيرة ولكنها ذات تكلفة عالية، عمّق من أزمتها البنيوية، بحيث أصبح مجرّد الشعور بوجود خطر وشيك الوقوع أو محتمل مبرراً كافياً لشن الحرب الوقائية أو الاستباقية ضد عدو غير محدّد أو حتى موهوم.
العنف بكل مستوياته الذي يبدأ بالكلمة العنيفة والنابية وينتهي بممارسة القوة العارية والشدّة تجاه الطرف الآخر، لا ينهي أزمة، ولا يعالج مشكلة، بل التجارب السياسية والاجتماعية، تثبت عكس ذلك تمامًا؛ حيث إن استخدام العنف يفاقم من المشكلات والأزمات، ويوسّع من دائرة الضرر والاحتقان، ويثير كل الدفائن العصبوية.