comparemela.com

Card image cap


عمان- الغد- مع بدء التعافي الصحي من جائحة كوفيد-19، دعا خبراء إلى ضرورة وضع خطة وطنية متعددة القطاعات لضمان التعافي من الآثار السلبية التي تسببت بها الجائحة على الجانب الاجتماعي، معتبرين أن الاثار الاجتماعية والاقتصادية للجائحة ساهمت في خلق وباء آخر كشف عن اختلالات وغياب للعدالة فضلا عن أن وطأته كانت أكثر حدة على النساء والفتيات.
وقال هؤلاء خلال جلسة  نقاشية ضمن سلسلة حوارات الأمم المتحدة بعنوان “التأثير الجندري لفيروس كورونا خلال فترة الأزمة وما بعدها في الأردن نظمها صندوق الامم المتحدة للسكان بالتعاون مع مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأردن، إن “وضع خطة التعافي هذه يتطلب تحقيق شراكة حقيقية بين الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال”.
وبينوا أن “الاثار السلبية للجائحة كانت أكثر شدة على النساء لجهة ارتفاع نسب البطالة في صفوف النساء، وارتفاع نسب العنف المبني على النوع الاجتماعي والعنف الاسري، فضلا عن ارتفاع نسب زواج الطفلات بسبب اغلاقات المدارس والتوجه للتعليم عن بعد، اضافة الى التبعات الاقتصادية التي دفعت بالاسر لاعتماد سبل تكيف سلبية”.
وقال نائب المدير التنفيذي لصندوق الامم المتحدة للسكان ايب بيترسن والذي كان في زيارة استغرقت عدة ايام الى الاردن ضمن جولة الى دول المنطقة، إن “الاستجابة لازمة جائحة كوفيد-19 تتطلب السير وفق خطة ومنهج شمولي وليس قصره على الجانب الصحي فقط انما جميع الجوانب”، لافتا الى ان التبعات الاقتصادية للجائحة انعكست على الجوانب الاجتماعية والثقافية في المجتمعات وهو الامر الذي يتطلب التعامل معه وفق منهج شمولي يشمل كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية”.
وأضاف أن استجابة الحكومة الأردنية لتداعيات الجائحة على هذا الصعيد كانت جيدة، ولكن لا يزال هناك العديد من التحديات التي لا بد من العمل عليها خاصة فيما يتعلق بالآثار الاجتماعية والاقتصادية للجائحة وتأثيرها على النساء والفتيات والشباب، والتي يمكن معالجتها من خلال التدخلات التي تركّز على المرأة والشباب، مشيراً إلى الحاجة إلى بيانات موثوقة لضمان مساعدة الحكومة على معالجة هذه التحديات، وتطوير وتنفيذ السياسات القائمة على الأدلة، والتي تركز على مصلحة الأفراد في هذا المجال.
وقال  المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأردن اندرس بيدرسن، إن ” الاشهر الستة عشر الماضية غير مسبوقة حيث لم يواجه العالم فقط التحديات المتعلقة بالتأثير الصحي لجائحة كوفيد-19، ولكن أيضًا التأثير الاجتماعي والاقتصادي الذي أثر تقريبًا على جميع جوانب حياتنا، وهو ما اطلق على تسميته “بجائحة الظل” والتي كشفت عن عدم المساواة في مجتمعاتنا.
وأضاف “كانت النساء والفتيات، على وجه الخصوص، في طليعة المعركة ضد الوباء من فقدان الوظائف، الى زيادة الاعباء الرعائية والاعمال غير مدفوعة الاجر، كما ازاد العنف الاسري وانقلبت حياة المرأة رأسا على عقب”، لافتا الى ان ذلك لم يكن في الاردن فقط بل هي مظاهر شهدتها جميع انحاؤ العالم.
وحذر بيدرسن من أن عواقب الجائحة ستستمر الى ما بعد انتهاء الوباء، مبينا ان الجائحة ادت الى تفاقم عوامل الخطر الرئيسية للعنف القائم على النوع الاجتماعي. على الصعيد العالمي، وكانت هناك زيادة مقلقة في أشكال متعددة من العنف ضد النساء والفتيات، لا سيما أشكال العنف المنزلي الجسدي والنفسي والجنسي والاقتصادي التي يغذيها انعدام الأمن الاقتصادي والغذائي للأسر والظروف المعيشية المحصورة بسبب تدابير الإغلاق والعزلة الاجتماعية.
وبين أن إغلاق المدارس وانعدام الأمن المالي والغذائي أدى إلى زيادة مخاطر العنف ضد الفتيات بما في ذلك الاستغلال الجنسي والتحرش وزواج الأطفال.
ولفت الى انه عالميا هناك أيضًا تقارير عن زيادة الاعتداء والتحرش الجنسيين، سواء عبر الإنترنت أو في العالم الواقعي، وفي بعض الأماكن، وزيادة في قتل الإناث. كما هو مبين بوضوح في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول التأثير الاجتماعي والاقتصادي لوباء COVID-19، فهذه ليست مجرد أزمة صحية عامة، ولكن البشرية تواجه خطر عكس عقود من التقدم في مكافحة الفقر وتفاقم مستويات عدم المساواة.
اما محليا، بين بيدرسن انه ومن خلال العمل عن كثب مع الشركاء، فقد اتخذت الحكومة الأردنية تدابير مهمة لمواجهة الأثر السلبي للوباء، موضحا “كمنظومة الأمم المتحدة، نظل ملتزمين تمامًا بدعم الجهود الوطنية، ليس فقط أثناء الاستجابة للوباء، ولكن أيضًا بعد الأزمة نحو المضي قدمًا بشكل أفضل.
وزاد “تدعم الأمم المتحدة في الأردن شركائها المنفذين في توسيع نطاق الخدمات عبر الإنترنت للناجين من العنف، بما في ذلك الخطوط الساخنة للدعم النفسي والاجتماعي والخدمات متعددة القطاعات.
وقال إنه “بالنظر الى المستقبل فان الاستثمارات الموجهة المستجيبة للنوع الاجتماعي وحزم الحوافز الاقتصادية وخطط التعافي المراعية للنوع الاجتماعية تعد من الاستراتيجيات الأساسية للانتعاش المستدام ، مع التركيز على النساء الضعيفات.
واضاف “تظهر الأدلة العالمية أن توسيع الرعاية الاجتماعية وإعادة التوزيع يمكن أن يكون له تأثير إيجابي ليس فقط على المساواة بين الجنسين ولكن أيضًا على القضايا المترابطة للحد من الفقر، وخلق الوظائف اللائقة والمساواة حسب الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
من جانبها، قالت مديرة مكتب صندوق الامم المتحدة الانمائي في الاردن انشراح أحمد إنه “منذ بداية الوباء عمل الصندوف بشكل وثيق مع مختلف أصحاب المصلحة الرئيسيين من الحكومة الأردنية مثل وزارة الصحة ، واللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، والمجلس الوطني لشؤون الأسرة، وإدارة حماية الأسرة، ووزارة التنمية الاجتماعية ، المجلس الأعلى للسكان وأكثر من ذلك، بالإضافة إلى وكالات الأمم المتحدة الشقيقة وشركائنا من المنظمات غير الحكومية الممثلة لضمان عدم ترك الناجين من العنف وراء الركب وتلبية احتياجاتهم.
وبينت أنه خلال الفترة الماضية تم ضمان توفير خدمات إدارة حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي لإنقاذ الحياة من خلال خطوط المساعدة المختلفة في جميع أنحاء المملكة بما في ذلك مخيم اللاجئين ، الى جانب توفير خدمات المساندة عن بعد وتوسيع  جهود التوعية للوصول إلى جميع الناجين للتأكد من أنهم على دراية بالخدمات المتاحة وقدرتهم على الوصول إليها.
وزادت “استخدمنا طرقًا متنوعة لإعلام المجتمعات بتوفر الخدمات بما في ذلك من خلال محطات الراديو والتلفزيون والبريد والبريد الذي يتم مشاركته عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطوير مقاطع الفيديو والبودكاست التي تستهدف مجموعات مختلفة بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة.
واشارت احمد الى التقييم الذي اعده الصندوق بالشراكة مع منظمة بلان العالمية ومعهد العناية بالصحة الاسرية من أجل تقييم مدى تأثير تفشي COVID-19 على الفتيات المراهقات والشابات، الأردنيات والسوريات والجنسيات الأخرى، في مخيمات اللاجئين والمضيفة المجتمعات التي تبحث في مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي / الصحة الجنسية والإنجابية.
من جانبها قالت الامينة العامة للجنة الوطنية لشؤون المراة الدكتورة سلمى النمس إنه مع بداية ازمة جائحة كورونا قامت ادارة حماية الاسرة ببذل جهود مضاعفة للوصول الى الفئات المحتاجة للحماية والرعاية كما ضاعفت من قدراتها لتقديم الخدمات بما فيها خدمات نقل النساء.
واضافت “اما الفريق الوطني لحماية الاسرة من العنف فقد حرص على الاستمرار في لقاءته وان كانت لقاءات عن بعد وعبر تقنيات الفيديو”.
ولفتت النمس الى اشكالية عدم تمكن المجتمع المدني من تقديم خدماته خصوصا خلال الفترة الاولى من الجائحة بسبب الاغلاقات ومنع التجول.
وحول التحديات التي فرضتها الجائحة لفتت النمس الى اشكالية زيادة نسب زواج الاطفال خلال العام الماضي بسبب اغلاق المدارس وعدم وجود بيئة تحتية ملائمة والقدرة على الوصول الى مصادر التعلم عن بعد فضلا عن تدهور الاوضاع الاقتصادية للاسر والذي دفع بها الى تبني اليات تكيف سلبية منها زواج الاطفال وعمل الاطفال.
واكدت النمس وجود ارادة حكومية حقيقية لانهاء العنف المبني على النوع الاجتماعي، لكن النمس لفتت الى ان تحقيق ذلك يتطلب العمل على تغيير الاتجاهات والثقافة الاجتماعية التي تقبل العنف أو تبرره في بعض الاحيان.
ولفتت انه في وقت تعتبر به الاستجابة سريعة لحالات العنف الاسري لكن المهم الان متابعة هذه الحالات والوصول الى حلول مستدامة تضمن كرامة المراة حقها في الاستمرار بحياتها بكرامة.
من جانبه قال مدير معهد العناية بصحة الأسرة الدكتور ابراهيم عقل ان معدلات العنف الاسري خلال الجائحة ارتفعت بنسبة 30 الى 35%، لافتا الى ان الفريق الوطني لحماية الاسرة من العنف واستجابة لذلك عمل على اطلاق حملات كسب تاييد ورفع وعي للتوعية من اثار العنف، فضلا عن تنسيق الجهود مع ادارة حماية الاسرة والجهات المقدمة للخدمات سواء لمساعدة القانونية او الدعم النفسي والصحي.
وعن تداعيات الجائحة وكيفية تعامل المجتمع المدني معها اشار الى أن المعهد، ومع بدء الإغلاقات، بدأ بعدد من الإجراءات عن بعد من أجل استمرارية تقديم خدماته المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، والتأهيل لذوي الإعاقة، وللعدد المتزايد من حوادث العنف خلال الجائحة والآلية التي قامت بها المؤسسة لضمان استمرار تقديم خدمات عالية الجودة للناجيات من العنف.
وبيّن عقل، أن الاستجابة شملت تأسيس خطوط ساخنة تعمل على مدار الساعة؛ من أجل تقديم الدعم والمشورة لحالات العنف المبني على النوع الاجتماعي، وتسهيل عملية الإحالة لإدراة حماية الأسرة، فضلا عن إشراك 300 متطوع، قاموا بإيصال المواد المتعلقة بالخدمات التي يقدمها المعهد في مختلف المواقع.
من جانبها قالت الامينة العامة للمجلس الاعلى للسكان عبلة عماوي إنه “رغم الانجازات التي حققها الاردن لكن ما نزال امام تحديات عدة منها عمق الفجوة الجندرية الخاصة بمشاركة المراة بسوق العمل اذ لا تتجاوز مشاركة المراة بسوق العمل 15% الى جانب ارتفاع في نسب البطالة وتدني المشاركة السياسية للمراة اضافة الى استمرار اثر الاعراف الاجتماعية التمييزية ضد النساء.
واضافت ان تعزيز دور الفتيات والنساء في عملية التنمية يتطلب تبني نهجا شموليا يولي ارتباطاً ما بين القدرات واستراتيجيات التغيير والسياقات لدعم تنمية الفتيات والنساء، وتمكينهنّ في المستقبل.
واشارت الى ان اثار الجائحة كانت اشد ضرارة على الفئات الاكثر ضعفا وهشاشة من النساء والفتيات بحيث لعب العامل الاقتصادي والفقر دورا في جعل هذه التبعات اشد قسوة.
وكان تقييم المخاطر الذي أجراه صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع بلان انترناشونال (Plan International)، ومعهد العناية بصحة الأسرة إلى أن العنف المبني على النوع الاجتماعي – وخاصة العنف المنزلي – قد ازداد أثناء فترة الجائحة، حيث عبر 69٪ من جميع المشاركين في الاستطلاع عن انتشار متزايد للعنف.
وتُظهر نتائج التقييم أن القيود المرتبطة بالجائحة أسهمت في زيادة عدم اليقين والتوتر والمخاطر الصحية والنفسية التي أثرت على النساء والفتيات، وكثير منهن يواجهن بالفعل تحديات نتيجة عدم المساواة بين الجنسين والتمييز الصريح والمتأصل.

Related Keywords

Wizarat As Sihhah , Masqat , Woman , Syria , United Kingdom , Jordan , Syrian , Jordanian , , Council High , Blanc International , United Nations , Fund Un United , Close School , Council National , Office Fund Un United , Institute Care , Nations United , Jordan Anders , Distribution Can , Director Office Fund , General Committee , High Quality , General Council High , Women Market , Post Women Market , ஓமான் , சிரியா , ஒன்றுபட்டது கிஂக்டம் , ஜோர்டான் , சிரிய , ஜோர்டானியன் , சபை உயர் , வெற்று சர்வதேச , ஒன்றுபட்டது நாடுகள் , நெருக்கமான பள்ளி , சபை தேசிய , நாடுகள் ஒன்றுபட்டது , ஜோர்டான் ஆண்டர்ஸ் , விநியோகம் முடியும் , ஜநரல் குழு , உயர் தரம் , பெண்கள் சந்தை ,

© 2024 Vimarsana

comparemela.com © 2020. All Rights Reserved.