comparemela.com


قصة قصيرة ( حب في المشرحة )
همس في أذني: لا تنظر إليها أنها خطيبتي .منذ طفولتي و أنا أنام على كتفي الأيسر، كانت جدتي تقول لي: كف عن نومة الشياطين، بينما كان أبي يمازحني و يقول : لا تكترث لحديثها أنه من أساطير الأولين.
بصراحة لم ار شياء من الكلام الذي أتهمني به الرجل ، بسبب ظلمة المكان الذي نحن فيه، كان يشبه علبة سردين كبيرة ،نتجمد من شدة البرد،أسمع أصوات من حولي و بكاء الأطفال ، و أحيانا تتحول الثرثرة إلى مشادات كلامية لكن من دون شجار ، ينقطع الصوت كلما فتح الباب و أخرجوا  واحدا منا.
يفرض الصمت هيبته،يتسلل الضوء والخوف معا ،ثم يسقط أحدنا على الآخر مثل دببة قطنية و سرعان ما نعيد ترتيبنا من جديد. كان أحد العاملين بفتح الباب و يغلقه،يكرر تلك الحالة عدة مرات دون أن يفعل شياء ما، ربما وقع في غرامها هو الآخر، لقد زاد من اهتمامه بها.
قال لي كبيرهم: أيها الغريب من أنت؟
_أنا…أنا عازف العود ياسيدي.
_تذكرتك،لكن من الذي أتى بك إلى هنا؟
_لا علم لدي،كلما أتذكره هو أننا تعرضنا لأطلاق نار كثيف،قبل ان يفجر أحدهم نفسه،ثم أغمي علي.
فتح الباب، أخرجوا واحدا منا و انصرفوا سريعا، عاد ليطرح علي الأسئلة، وقبل أن يتسأل سعل سعالا مخيفا، سألته :هل أنت مصاب بالسل أيها الجد؟
_لا أنه البرد…البرد، لا أدري في اي مكان من الجحيم نحن ، لكن قل لي إلى اين يأخذون رفاقنا؟
_لا أعلم ،ربما إلى زنزانات انفرادية.
_حسنا كن حذرا و لا تتعدى على حدود الآخرين و إلا غادرنا بالحال.
كاد يتحول الحديث إلى عراك بالأيدي، حيث احتشد كل من هناك ضدي الا هي ،مازالت تطاردني بنظراتها، مدت يدها نحوي و ابتسمت و قبل أن أمد لها يدي، فتح الباب ،صفعني أحدهم و قال لصاحبة: أنه يتنفس، مازال على قيد الحياة أيها الطبيب!
:حسنا، اخرحوه من الثلاجة.

Related Keywords

Iraq , ,Lutanist Sir ,Haider Hashemi Disclaimer ,இராக் ,

© 2024 Vimarsana

comparemela.com © 2020. All Rights Reserved.