comparemela.com


المشتاق للقاء ربه 
القسام - خاص :
في فلسطين الأرض التي باركها الله وما حولها، تلمحُ في عيون أبنائها حقيقةً كالشمس لا تغطّى بغربال ألا وهيا أننا عائدون يوماً... فلسطينُ الأرض التي مازالت تنجب من صلبها أشاوساً يحملون أرواحهم على أكفهم رخيصة في سبيل الله والوطن... فلسطينُ هي التي أنجبت رجال القسام الميامين، الذين تراهم في كل ساحٍ يتنافسون نحو الجنان.
الميلاد والنشأة
في الأول من مارس للعام ألفٍ وتسعمائة وتسعين، كان قدر الله نافذ بأن تشهد قلعة الجنوب - خانيونس، ميلاد القسامي التليد: ممدوح سليمان أبو نجا.
نشأ ممدوح في وسط عائلة ملتزمة دينياً وأخلاقياً تعود أصولها إلى بلدة القبية المسلوبة، وبهذا تشرّب الشهيد رحمه الله مبادئ العودة، وحفظ تضاريس الدرب جيدا ً نحو قريته الأصلية.
نما الشهيد ممدوح وهو يتسم بالفكاهة والدعابة وذلك ما يشهده إخوانه لشقاوته ومرحه الدائم.
تقول أمه بهذا الصدد أنه قد رآها ذات مرة متعبةً تنوي العجن، فأصرّ أن يقوم هو بذلك كي يُريحها، وكم كان ممدوح براً بوالديه رحيماً بهما، فهو الابن الحريص على تلبية حاجياتهما والمبادرة في جمل المسؤوليات معهم.
وعلى صعيد علاقته بإخوانه ومعارفه، فإننا نرى أنه قد كان طيّب الخلق بشوش الوجه والمحيي.
يقولُ أحد أقارب الشهيد معقبّاً: لم يكن يؤذينا ممدوح رغماً عن مشاكساته وشقاوته بل كنا نحبّه كثيراً وبعد رحيله، افتقدناه كما يُفتقد البدر في الليلة الظلماء.
حياته العلمية
تميّز ممدوح طيلة حياته الدراسية بأنه كان من أوائل المتفوقين علمياً، فمنذ التحاقه في مدرسة بني سهيلا الابتدائية جدْ واجتهد وأثبت أنه الطالب النجيب ذو السلوك الحسن مع أقرانه ومعلميه.
وبالسير عن دراسته الاعدادية والثانوية التي لم يتغير فيها شيئاً إلا أنه زاد نبوغاً وتفوقاً، فالتحق الشهيد ممدوح بالجامعة الإسلامية ليتخرج بمعدل عام جيد جداً مرتفع 86% من تخصص الشريعة الإسلامية.
كان خلال حياته الجامعية، ناشطاً في الكتلة الإسلامية ومسؤولاً للعمل التعاوني الذي يقومُ به على أتم وجه وأكمله، فهو الذي لم يتحجّج أو يتعّذر يوماً بل كان كالخير والمطر أينما وقع أينع وأزهر.
رحلة التزامه
بدأت مسيرة ممدوح في مسجد التوحيد منذ نعومة أظافره، إذ التحق بحلقات التحفيظ فيه ليُتمَّ حفظه كاملاً ويحصل على العديد من الدورات في أحكام التجويد التي شهدت تفوقاً ملحوظاً له بها.
غدا الشبلُ ممدوح، ابن مسجد التوحيد مثالاً للمسلم السوي والشاب التقي، فلم يكن ليقتصر على حفظ القرآن وإتقانه داخل أكناف المسجد لكنه آثر أن ينخرط في العمل على مستوى الأنشطة العامة له، حباً لمسجده وحاضنته الأولى وطمعاً في الاستزادة بالأجر.
وبتسليط الضوء على نشاطاته الحركية في أولى مسيرته فإن نراه قد عمل في اللجان الثقافية والاجتماعية والرياضية، وفي كلاً من هؤلاء كان ممدوح شعلةً من النشاط والعمل الدؤوب، مبادراً لا يكل ولا يمل، ويعمل متفانٍ مخلص.
حيث يُذكر بأن الشهيد قد ترأس اللجنة الثقافية فترةً من الزمن فأبدع في عمله بها، حيث أنه أسهمَ في عقد الندوات المؤثرة أسبوعياً، والدعوة للمناسبات المختلفة عدا عن حرصه لعقد مسابقات ذهنية تدعم ُ ثقافة الشباب المسلم.
حتى أن الشباب كانوا يطلقون عليه لقب: موسوعة المسجد الثقافية لغزارة علمه الثقافي رحمه الله، وفي مجال خدمة الدعوة، عمل ممدوح على استقطاب عدد كبير من الأشبال والشباب من خلال فعله قبل قوله، فهو من حمل هم الدعوة على كتفيه منذ صغره، منذ أن التحق بالأسر الدعوية في الصف التاسع فقط.
كل هذا صقلَ شخصية المعطاء ممدوح، ما أهلّه لُيعطي البيعة لجماعة الإخوان المسلمين ويصبح أخاً فيها، وجديرٌ بالذكر أن عطاء ممدوح رحمه الله لم يقتصر بين أكناف مسجد التوحيد فقط بل امتدَّ ليتم تعيينه أميراً للجنة العمل التطوعي في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية، وكعادته أظهر موهبته وحسن إدارته في هذا المجال، رحمه الله.
حياته الجهادية
سارع ممدوح رحمه الله في طلب الانضمام لصفوف كتائب القسام بعد حصوله على شهادة الثانوية مباشرةً ولقد كان ذلك في العام ألفين وعشرة، فبدأ مسيرته الجهادية في صفوف القسام باجتيازه لدورة إعداد مقاتل بتفوق، ثم اجتيازه لدورة في الهندسة لجانب خوضه دورات مغلقة كان عددها ما يتجاوز الخمسة.
تميّز وأظهر المجاهد ممدوح أثناء ذلك رباطة جأش، وهذا ما أهلّه ليصبح واحداً من أفراد وحدة الإسناد التي كان يقودها الشهيد أحمد حسن الغلبان، وعمل الشهيد ممدوح أيضاً في وحدة الرصد، وكان من المجاهدين الذين يبادرون لأخذ المواقع الأولى من الرباط والثواب، وهذا ما رأينا عليه الشهيد في حجارة السجيل التي شهدت رباطه طيلة أيام الحرب في نقاط متقدمة.
حرص رحمه الله طيلة مسيرته الجهادية بجانب نبوغه العسكري على إلقاء بعض الدروس الإيمانية والمواعظ لرفاق دربه في الرباط وأي فرصة تتيح له ذلك، ولقد كان ممدوح في ذلك مثالاً للمجاهد الذي لا ينضب عطاءه حريصاً على إخوانه كحرصه على نفسه بل أشد ّ.
موعده مع الشهادة
قامت معركة العصف المأكول في العام ألفين وأربعة عشر، فاستنفرت قيادة كتائب الجسام جنودها الميامين للذود والدفاع عن الأرض، وقتال عدو الله اللعين الذي تجبّر وتمادى وطغى في جرائمه.
وبحكم عمل الشهيد في وحدة الرصد، فلقد كان مع بداية المعركة في الصفوف الأولى مصراً على النيل من هذا العدو، وبينما كان المجاهد يقوم بعمله على أتم وجه، وهو رصد كامل لتحركات قوات الاحتلال، وحينما قدّر الله وجاء الأمر من القيادة بأن يباغتَ المجاهدين القوة المتوغلة من نقطة صفر، باغتتهم الطائرات الصهيونية وقصفت المكان.
انتهت مهمة ممدوح الأخيرة التي وُكلَّ بها وانتهت بها حياته، التي تشبعت بالبذل والتضحية من أجل نيل الثواب .. صدق الله في أمنيه فصدقه الله، ليرتجلَ نحو السماء ممدوح بعد سجل جهادي حافل يفخرُ به القسام على أنه من صفوة الجنود وأخيرهم.
نحو الخلود يا ممدوح تمضي
وتترك أرضاً لبارئها تشتكي
لله دركَّ يا ممدوح نم بسلام
فمازال بعدك رجال القسام
امضي وابلغ سيدنا محمداً السلام.
إلى جنان الفردوس أيها الفارس القسامي 

Related Keywords

Rabat ,Rabat Saléemmour Zaëmo ,Morocco ,Jinan ,Shandong ,China ,Abu Naga ,Abu Naga Almstaq ,Qassam Miami ,Ahmed Hassan Ghalban ,Prince Committee ,School Bani Suheila ,Martyr Qassam ,Solomon Abu Naga Almstaq ,Lord Qassam ,For God ,Castle South Khan ,Mamdouh Solomon Abu ,Martyr Mamdouh ,Specialist Sharia Islamic ,March Mamdouh ,Martyr May ,Myriad Cubs ,Brigades Qassam ,Mujahid Mamdouh ,Martyr Ahmed Hassan Ghalban ,Nile Hereof ,Godo Mamdouh ,ரபாத் ,மொராக்கோ ,ஜினன் ,சாண்டோங் ,சீனா ,ப்ரிந்ஸ் குழு ,க்கு இறைவன் ,நிபுணர் ஷரியா இஸ்லாமிய ,

© 2024 Vimarsana

comparemela.com © 2020. All Rights Reserved.